صحفيات تحدين المخاطر والاضطهاد فزن بجوائز الشجاعة

بواسطة Dana Liebelson
Oct 30, 2018 في التنوع والإدماج

<!--break-->

كانت مراسلة البي بي سي فيكي نتيتيما تقوم بتغطية سرية، وجهاً لوجه مع طبيب ساحر (عرّاف) سيء السمعة في تنزانيا، موطنها الأصلي. بعد أن انتهى من سلخ دجاجة حية ونعت الصحفية بـ "بالجثمان المتحرك"، قدم الطبيب الساحر أقوى علاج فعال: جرعة مصنوعة من أعضاء جسم شخص أمهق (مصاب بالبهق أو البرص). وإن كان السعر مناسباً، كما قال، فإنه سيرتكب جريمة القتل بنفسه. على العموم، فقد فعلها من قبل.

"هذه الأشياء موجودة في كل مكان"، قال واصفاً الأطفال والكبار الذين يعانون من اضطرابات وراثية نادرة.

ارتدت نتيتيما حذاءها الرياضي في ذلك اليوم، تحديداً، لكي تتمكن من الهرب من الخطر. قامت بضبط رنة الطوارئ على هاتفها الخلوي في حالة توجب عليها الوصول إلى سائقها على الفور. لكن نتيتيما لم تستخدم رمز الطوارئ. بدلاً من ذلك، أخذت ميكروفونها الخفي، وتوغلت أعمق في تنزانيا لإيجاد المزيد من الأطباء السحرة، والمزيد من الاعترافات التي تستهدف قتل الناس المصابين بالمهق.

لهذا الإصرار والتصميم للحصول على القصة، كانت نتيتيما أحد ثلاثة فائزين بجوائز الشجاعة الصحفية لعام 2010، التي قدمتها المؤسسة الدولية لإعلام المرأة. تكرم الجوائز النساء الذين أظهرن "صلابة غير عادية من حرفة ونزاهة في نقل الأخبار في ظل ظروف خطيرة".

فائزة أخرى، الصحفية الإستقصائية الكولومبية كلوديا جوليتا دوكي، كانت تبحث في اغتيال الكوميدي والصحفي السياسي خايمي غارزون عندما اختطفت وتعرضت للسرقة. غادرت البلاد، ولدى عودتها تلقت المزيد من التهديدات بالقتل، بما في ذلك مكالمات هاتفية مع موسيقى جنائزية وصرخات مرعبة. أجبرت على الفرار من البلاد مرتين أخريين، لكنها عادت مصممة على مواصلة التحقيق الذي تقوم به في ما يعتقد أنها كانت عملية اغتيال لغارزون نفذتها الحكومة.

قالت دوكي متحدثة في محاضرة الأسبوع الماضي، عقدها الصندوق الوطني للديمقراطية في العاصمة الأمريكية واشنطن: "أنا شبح عندما لا أعمل في إعداد التقارير. إنها ليست حياة حقاً".

على الرغم من أن كلا الإمرأتين كانتا قادرتان على المجيء إلى الولايات المتحدة لمشاركة قصصهما هذا الشهر، غير أن الفائزة الثالثة كانت غائبة. ووزر، صحفية وشاعرة ومدونة من التيبت، تم حظر كتابها في الصين وتم تدمير مدونتها. إنها تحت المراقبة الدائمة من قبل الحكومة الصينية، التي سبق أن اعتقلتها وحققت معها. هي الآن في منفى اختياري في بكين، وترفض السلطات الصينية إصدار جواز سفر لها للسفر إلى الولايات المتحدة.

وقالت سينثيا تاكر، وهي كاتبة عمود في صحيفة "أتلانتا جورجيا كونستتيوشن"، حائزة على جائزة بولتزر، والتي أدارت الحوار، قالت ممازحة: "أطلب من مديري أن يرسلني إلى هذا الحدث كل عام، لأني عندما أعود إلى العمل، أتوقف عن الشكوى من  وظيفتي".

سألت تاكر كلاً من نتيتيما ودوكي ما الذي ألهمهما للمضي قدماً في قصص خطيرة كهذه. أجابت نتيتيما "ليس بمقدوري أن أصدق أن هناك مثل هذه العنصرية في تنزانيا"، "المصابون بالبهق هم بشر، والفرق الوحيد هو اللون".

السكان المحليون قالوا لنتيتيما، التي تلقت تعليمها في الاتحاد السوفياتي السابق وعملت في لندن، أنها "متأثرة بالغرب" كثيراً لتغطية قضايا الأطباء السحرة. 90% من التنزانيين يؤمنون بالسحر، وفقاً لمسح أجراه منتدى "بيو" للدين والحياة العامة.

ورغم وجود أكثر من 50 عملية قتل موثقة لأشخاص مصابين بالبهق في تنزانيا منذ عام 2007، إلا أن رد فعل الحكومة كان السبات العميق. الشرطة المحلية قالت لنتيتيما أنه في حال اختفت أثناء التحقيق وطلبت البي بي سي منهم العثور عليها، فإنهم لن يفعلوا. كانوا خائفين جداً. حتى السياسيين في تنزانيا يزورون الأطباء السحرة للتأثير في نتائج الانتخابات.

اليوم، ويرجع ذلك جزئياً إلى تغطية نتيتيما، فقد تم القبض على أكثر من 170 من الأطباء السحرة، وفقاً للبي بي سي. وعلى الرغم من أنها يجب أن تقدم التقارير من وراء ستار لإخفاء هويتها، فقد قررت نتيتيما العمل بدوام كامل على قصة القتل.

أما دوكي، فتعتبر أن حادثة قتل غارزون أكبر قصة في حياتها. وقالت: "لقد كانت بداية النهاية لحرية الصحافة في كولومبيا".

وأضافت: لقد قتل أكثر من 120 صحفياً في كولومبيا في التسعينات، وانخفض عدد الصحف الوطنية والإقليمية في كولومبيا بمقدار النصف منذ اغتيال غارزون. شأنها شأن نتيتيما، كان على دوكي التعامل مع حكومة لا مبالية - أو حتى ضالعة- في جرائم القتل.

لكن دوكي مستمرة بالعمل كمراسلة استقصائية، تغطي الاتجار بالأطفال، والجماعات شبه العسكرية وانتهاكات حقوق الإنسان. وقالت خلال النقاش بأنها تحب بلدها، وستواصل العمل هناك على الرغم من الصعوبات.

وقالت: "شخص ما يجب أن يكون هناك، ويتذكر القصة"، لماذا لا أكون أنا؟".